أكد الخبير في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن أوروبا والقادة الأوروبيين لا يملكون خياراً غير ما يُسمى بالتعبئة والعسكرة في مواجهة روسيا لعدة أسباب منوهاً أن السبب الأهم هو أن أوروبا هُزمت فعلياً في الحرب مع روسيا.

ولفت الأفندي إلى أن هذه الحرب قد أثرت اقتصادياً بشكل قوي على أوروبا، لذلك لا بد من إيهام الأوروبيين بأن هناك خطراً من روسيا وحرباً هجينة روسية، وأنه لا بد من الاستعداد للحرب حتى لا يتساءل المواطن الأوروبي عن سبب الانهيار الاقتصادي.

وأشار الأفندي إلى أنه قبل حوالي أسبوعين كانت هناك مظاهرات مليونية سواء في بريطانيا أو فرنسا، وهذا يعني أن أوروبا أصبحت في ضائقة اقتصادية ولا بد من إعطاء مبررات لذلك. لكن هذه المبررات وهمية، على سبيل المثال: الطائرات المسيّرة، نوه أنه ولأول مرة في حياته يرى طائرات مسيّرة بأضواء كاشفة، فمهما كان نوع الطائرة المسيّرة يجب أن تكون بلا أضواء حتى لا تُكتشف، فكيف تكون بأضواء كاشفة؟ هذه طائرات مروحية عادية وهذا ادعاء لاتهام روسيا بأنها ترسل الطائرات المسيّرة، مؤكدا أن أوروبا في ورطة كبيرة وليس أمامها خيار غير الصراع مع روسيا.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي من هذا التصعيد والحراك الأوروبي المعادي، وإلى أي مدى ترى أن الوضع سيتطور بين الطرفين؟ أوضح الأفندي أنه بالنسبة لروسيا فهذا أمر جيد جداً. عندما تتحول قمة الاتحاد الأوروبي – والاتحاد الأوروبي هو اتحاد اقتصادي وليس عسكرياً – إلى اتحاد عسكري، فهذا يعني أن حلف الناتو انهار فعلياً. ومن المفروض بروتوكولياً أن تُناقش هذه الموضوعات العسكرية في قمة طارئة لحلف الناتو، فهذه الدول أعضاء في حلف الناتو. فكيف يتم نقاش مواضيع عسكرية في قمة اقتصادية؟

وأضاف : بالنسبة لروسيا هذا مؤشر مهم جداً على أن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن أوروبا وعن حلف الناتو بشكل نهائي وبلا عودة، لذلك هذا أمر جيد جداً لروسيا بالإضافة إلى ذلك، نعلم جيداً أنه إذا حدثت مواجهة بين روسيا وأوروبا الآن، فإن أوروبا ستواجه عواقب وخيمة لأنها غير مستعدة لحرب بهذا المستوى.